سورة الحج - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


مَنْ وافق الشيطان بمتابعة دواعيه لا يهديه إلاَّ إلى الضلال، ثم إنه في الآخرة يتبرأ من موافقته ويلعن جملةَ مُتَّبِعيه. فنعوذ بالله من الشيطان ونزغاته، ومن درك الشقاء وشؤم مفاجآته.


قوله جلّ ذكره: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ البَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً}.
التبس عليهم جواز بعثه الخَلْق واستبعدوه غاية الاستبعاد، فلم ينكر الحق عليهم إلا بإعراضهم عن تأمل البرهان، واحتجَّ عليهم في ذلك بما قطع حجتهم، فَمَنْ تَبعَ هُداه رَشِدَ، ومَنْ أصَرَّ على غَيِّه تَرَدَّى في مهواة هلاكه.
واحتجَّ عليهم في جواز البعث بما أقروا به في الابتداء أن الله خَلَقَهم وأنه ينقلهم من حال إلى حال أخرى؛ فبدأهم من نطفة إلى علقة ومنها ومنها..... إلى أَنْ نَقَلَهم من حال شبابهم إلى زمان شَيْبهم، ومن ذلك الزمان إلى حين وفاتهم.
واحتجَّ أيضاً عليهم بما أشهدهم كيف أنه يحيي الأرض- في حال الربيع- بعد موتها، فتعود إلى ما كانت عليه في الربيع من الخضرة والحياة. والذي يَقْدِرُ على هذه الأشياء يقدر على خَلْق الحياة في الرِّمة البالية والعظام النخرة.
قوله: {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ} [الحج: 5]: زمان الفترة بعد المجاهدة، وحال الحجبة عقب المشاهدة.
ويقال أرذل العمر السعي للحظوظ بعد القيام بالحقوق.
ويقال أرذل العمر الزلة في زمان المشيب.
ويقال أرذل العمر الإقامة في منازل العصيان.
ويقال أرذل العمر التعريج في أوطان المذلة.
ويقال أرذل العمر العِشْرَةُ مع الاضداد.
ويقال أرذل العمر عَيْشُ المرءِ بحيث لا يُعْرَفُ قَدْرُه.
ويقال أرذل العمر بأن يُوكَل إلى نَفْسِه.
ويقال أرذل العمر التطوح في أودية الحسبان أن شيئاً بغير الله.
ويقال أرذل العمر الإخلاد إلى تدبير النَّفْس، والعَمَى عن شهود تقدير الحق.


الله هو الحقُّ، والحق المطلق الوجود، وهو الحق أي ذو الحق.
{وَأَنَّهُ يُحِى المَوْتَى} أي الأرض التي أصابتها وَحْشَةُ الشتاء يحييها وقتَ الربيع.
ويقال يحيي النفوسَ بتوفيق العبادات، ويحيي القلوبَ بأنوار المشاهدات.
ويقال يحيي أحوال المريدين بحسن إقباله عليهم.
ويقال حياة الأوقات بموافقة الأمر، ثم بجميلِ الرضا وسكونِ الجأش عند جريان التقدير.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8